علاج وظيفي
مديرة الخدمة: السيدة ليئورا بركاي عنوان بريد إلكتروني: [email protected] |
يكون العلاج الوظيفي عبارة عن مهنة في مجال العناية، وإعادة التأهيل، والتربية، وإحدى مهن الصحة التي تستمد المعرفة من علوم الأنشطة العلاجية، والعلوم الطبية، والاجتماعية والسلوكية.
تتمثل غاية هذه المهنة بإكساب الشخص أدوات ومهارات ستمكّنه من التعامل مع متطلبات الحياة. ولذلك يعتبر اختصاصيو العلاج الوظيفي مهمتهم المركزية مساعدة الشخص على الكون متدخلا في أنشطة تكون ذات غاية ومعنى من ناحيته وستساعده على أن يعود ليكون شخصا انتاجيا في بيته والمجتمع.
تتمثل الغاية العليا من كل تدخل من جانب اختصاصيي العلاج الوظيفي ب:
الزيادة من الاستقلالية والكون متدخلا في الأعمال اليومية، وتطوير كفاءات من التكيف، ومنع عدم تأدية جدول الحياة اليومي وحفظ الصحة. وفي عمل اختصاصيي العلاج الوظيفي مع شريحة المتضررين النفسيين في إطار العناية العلاجية والمجتمع، تؤخذ بالحسبان جميع أنواع النشاط والأعمال التي يكون للخاضعين للعناية دخل فيها.
وفي السنوات الأخيرة طرأ تغيير في رؤية العناية العلاجية الطبنفسية. حيث أصبحت مدة العناية العلاجية أقصر، وانتقلت إعادة التأهيل إلى أطر في المجتمع. وبعدما انطلقت في الماضي سيرورة من إعادة التأهيل في مجال العلاج الوظيفي في أطر العناية العلاجية، تملي اليوم مدة العناية العلاجية القصيرة اتّباع نمط آخر من العناية والتعامل في مجال العلاج الوظيفي.
وتتركز العناية على خلق اتصال أولي على صعيد العناية، وتقييم وتشخيص القدرة والأداء، ثم التقدم إلى مرحلة أنشطة ذات معنى حسب قدرات الخاضع للعناية وحسب اختياره.
ويتم التدخل على صعيد العناية بصورة فردية و/أو جماعية.
وتتمثل الغاية من ممارسة الأعمال والنشاط بإفساح المجال لتجربة إيجابية من النجاح والقدرة، وإعادة تجديد وإدامة قدرات تضررت والعمل على تأمين الأداء من ممارسة النشاط اليومي. ومع ذلك، يتم التفكير أيضا في الواقع الذي يعود الخاضع للعناية إليه في المجتمع على صعيد الاشتغال والنشاط في أوقات الفراغ.
ويشكل كادر العلاج الوظيفي جزءً من الكادر المتعدد التخصصات المهنية الموجود في كل قسم، ويشترك في جلسات الكادر ووضع برامج العناية. ويتيح عمل الكادر المتعدد التخصصات المهنية نقل معلومات بصورة يومية وجارية عن تقدم الخاضع للعناية أو أي تغيير في حالته.
ويتكون كادر العلاج الوظيفي من اختصاصيات علاج وظيفي، ومدربي إشغال واختصاصيات عناية بالحركة. وتكون اختصاصيات العلاج الوظيفي ذوات تعليم أكاديمي في العلاج الوظيفي ورخصة مهنية. ويملك المدربون خلفية في مجالات مختلفة، مثل الفن، والصنعة اليدوية، والتعليم إلخ. ويملك اختصاصيو العناية الآخرون التأهيل الأكاديمي لعملهم.
إن التشخيص، والتقييم ووضع برنامج عناية، تتم على أيدي اختصاصية علاج وظيفي، بينما يتم إشغال الخاضعين للعناية في إطار إشغالي على أيدي مدربين تحت الإرشاد والإشراف لاختصاصية علاج وظيفي.
وفي كل قسم تعمل اختصاصية علاج وظيفي ومدربة، ما عدا أقسام العناية العلاجية المستمرة وقسم طب المسنين، اللذيْن يجري فيهما الإشغال على أيدي مدربين.
ويبدأ التدخل على صعيد العلاج الوظيفي عند الحالة الخطيرة من المرض، أيضا لما يكون الخاضع للعناية متعالجا في الجناح المغلق. وإن تقديرا أوليا حول ملاءمة وقدرة الخاضعين للعناية للاشتراك في النشاط، يتم بالتعاون مع كادر القسم. حيث يكون النشاط المعروض في هذه المرحلة هو خصوصا أعمال قصيرة الأمد، وأعمال تعبيرية بالمواد المختلفة، وتلك بأجمعها بدون إدماج أدوات أو مواد قد تشكل خطرا. فيكون هذا أول لقاء مع العلاج الوظيفي، يتكون فيه الاتصال الأولي.
يمكّن النشاط في إطار العلاج الوظيفي، الخاضعين للعناية من الخضوع لتجربة إيجابية من العمل بجو عذب وداعم، يتيح أيضا خلق صلات اجتماعية. وهذا كله، خلال سيرورة من الابداع والأعمال التعبيرية المخنلفة.
ويساعد النشاط على بدء سيرورة تنظيم داخلي تستمر على شكل سيرورة من التقييم والتشخيص في الأطر المفتوحة المخصصة للعلاج الوظيفي.
ولما يكون الخاضع للعناية متعالجا في الجناح المفتوح تجرى من قبل اختصاصية العلاج الوظيفي مقابلة تعارف منظمة مسبقا وتشخيص أولي. ويوضع برنامج العناية حسب مكتشفات التشخيص، والانطباع المهني، واحتياجات الخاضع للعناية وقدراته.
ومن بين المجموعات المعقودة في إطار العلاج النفسي في القسم، يمكن الإشارة إلى مجموعة الدعم التي تُستعمَل فيها أوراق عناية، ومجموعة للتعبير العاطفي بواسطة وسائل مختلفة، ومجموعات طهي.
وعند التحسين في الحالة النفسية للخاضع للعناية، لما يلاحَظ أيضا تغيير ملحوظ في القدرة الأدائية، والاستعرافية والسلوكية، هو يندمج في إحدى الورشات.
ورشات:
هناك بضعة ورشات تعرض أنشطة متنوعة في مجال الصِنَع اليدوية المختلفة، وأعمال الخشب والابداع، مثل المجوهرات، والسيراميكا والزجاج المعشق. وإن الخاضع للعناية، حسب اختياره وبرنامج العناية الخاص به، سيُدمَج في واحدة من الورشات، حيث سيعمل تحت تدريب كادر المدربين، وبتوجيه اختصاصية العلاج الوظيفي حسب القسم الذي يتبع له.
ويُكسب العمل في الورشات، الخاضعين للعناية، مقابلا ماليا، وذلك حسب مفتاح معياري من نوع العمل، وعدد الساعات وإكرامية مالية تبلغ حتى %20 من الأجر للساعة الذي يُمنح في حالات من الامتياز في العمل.
وإن خاضعين للعناية يُظهرون مستوى قدرة عالية ودافعية، يُدمَجون في مجموعات تدبير إداري في إطار خدمات المركز مثل: مغسلة، وغرفة طعام، ومستودع ومقصف. ويُكسب هذا العمل أيضا الخاضع للعناية مقابلا ماليا.
تدريب طلاب
إن دراسات لقب أول في العلاج الوظيفي تجري في جامعة حيفا، وجامعة تل أبيب، والجامعة العبرية في أورشليم القدس والمدينة الأكاديمية أونو، تشتمل على أربع دورات من اكتساب التجربة السريرية حسب معايير المنظمة العالمية لاختصاصيي العلاج الوظيفي (WFOT). حيث تستمر كل دورة اكتساب تجربة حسب السنة الدراسية، فيكون التأهيل الأخير الأطول والأكثر تعميقا. وفي السنة الأولى يتكون التأهيل من أيام مراقبة بصرية قليلة، وفي السنة الثانية يستمر التأهيل 8 أسابيع، وفي السنة الثالثة يستمر التأهيل 9 أسابيع وفي السنة الرابعة 13 أسبوعا. ويُلزَم الطلاب في التأهيلات العملية بالحضور لمدة 30 ساعة أسبوعية في المؤسسة. ويكون الهدف من فترات التأهيل المختلفة هو إتاحة التعرف إلى تشكيلة متنوعة من المؤسسات، والأوساط السكانية، والأشخاص وطرق العناية. وفي المركز الطبي لصحة النفس معالي هكارميل، هناك كادر اختصاصيات علاج وظيفي خضعن للتأهيل في التدريب، ويستقبلن طلابا من جامعة حيفا، والجامعة العبرية، وجامعة تل أبيب.
وخلال فترات التأهيل يندمج الطلاب في جميع النشاطات المهنية التي يشترك فيها أفراد الكادر مثل: جلسات كادر، وأيام دراسية، وإمكانية الوصول إلى مكتبة مهنية وملفات مرضى، مع التنسيق والإشراف من جانب المدرب/ة في مكان التأهيل العملي. ويكون الطلاب ملتزمين بالتصرف حسب نمط السلوك الأخلاقي لاختصاصيي العلاج الوظيفي وحسب قواعد الأخلاقيات المهنية والأنظمة المرعية في المكان.
ويخضع الطلاب للتدريب الفردي والتقييم الدوري كجزء من سيرورة نظامية تصل بين سيرورة التدريب والجامعة. وفي إطار واجبات الطلاب يجب عليهم تقديم أطروحة كتابية في كل واحدة من فترات التأهيل العملي. وفي فترة التأهيل العملي الأخيرة يؤدى علاوة على تلك الأطروحة مشروع يشكل جزءً من متطلبات الدراسات في هذه المرحلة. حيث يؤدى المشروع بالتنسيق مع المدرب/ة حسب احتياجات المكان مع التفكير في المرضى، ويبقى إسهاما لأجل/لصالح إطار العناية بواسطة العلاج الوظيفي. ويُتوقع من الطلاب في السنة الرابعة إظهار التكامل على مستوى أعلى بين المعرفة النظرية وعمل العناية التطبيقي. وتتيح مدة التأهيل توسيع وتعميق مسيرة اكتساب التجربة السريرية.
وفي الختام، يمثل الطلاب إسهاما هاما وذا ثقل في العمل اليومي مع الخاضعين للعناية. فيشكل هذا الاكتساب للتجربة من ناحيتهم تجربة دراسية ويسهم في تصميم صورتهم كاختصاصيين مهنيين في المستقبل.